نتائج تحليل العينات من المريخ ( Sample Analysis at Mars - SAM )


نتائج العينات والتحاليل التي جمعها الروبوت "سام" على سطح المريخ

لطالما كان كوكب المريخ موضع اهتمام العلماء والباحثين، باعتباره أحد أكثر الكواكب القريبة من الأرض قابلية لاستضافة الحياة، سواء في الماضي أو ربما في المستقبل. من بين الأدوات المتطورة التي أرسلت إلى المريخ لاستكشاف أسراره، هو الروبوت "سام"

Sample Analysis at Mars - SAM



 وهو مختبر علمي متكامل يعمل على متن مركبة كيوريوسيتي التابعة لوكالة ناسا.

يتخصص "سام" في تحليل العينات الصخرية والتربة والغلاف الجوي للكوكب الأحمر، ويستخدم مجموعة من الأدوات العلمية المتقدمة للكشف عن المركبات الكيميائية والعضوية التي قد تعطي أدلة حول تاريخ المريخ وإمكانية وجود حياة عليه في الماضي.

نتائج تحليل العينات من المريخ ( Sample Analysis at Mars - SAM )
 نتائج تحليل العينات من المريخ ( Sample Analysis at Mars - SAM )


تحليل العينات: ماذا وجد "سام" في تربة وصخور المريخ؟



منذ وصول كيوريوسيتي إلى فوهة غيل عام 2012، قام "سام" بتحليل العديد من العينات المأخوذة من التربة والصخور، وكانت أبرز النتائج كالتالي:

1. المركبات العضوية: هل كان هناك حياة؟

في عام 2018، أحدث "سام" ضجة علمية كبيرة عندما أعلن العلماء عن اكتشاف مركبات عضوية معقدة في صخور طينية يبلغ عمرها حوالي 3.5 مليار سنة. هذه المركبات تشمل الثيوفين والبنزين والتولوين، وهي مركبات تحتوي على الكربون والهيدروجين، مما يشير إلى احتمالية وجود بيئة صالحة للحياة في الماضي البعيد.

        1-1 ثيوفين (Thiophene) : هو مركب عضوي حلقي غير متجانس يتكون من أربع ذرات كربون وذرة كبريت داخل حلقة خماسية. صيغته الكيميائية هي C₄H₄S، ويشبه في تركيبه البنزين، لكنه يحتوي على الكبريت بدلاً من إحدى ذرات الكربون.


        2-1 بنزين (Benzene) - C₆H₆ البنزين : هو مركب عضوي عطري ذو بنية حلقية سداسية مكونة من ست ذرات كربون وست ذرات هيدروجين ، مع روابط مزدوجة متناوبة. يُعرف بكونه أحد أبسط وأهم المركبات العطرية في الكيمياء العضوية.


        3-1 تولوين (Toluene) - C₇H₈ التولوين : هو مركب عضوي مشابه للبنزين، لكنه يحتوي على مجموعة ميثيل (-CH₃) مرتبطة بالحلقة البنزية، مما يجعله أكثر نشاطًا كيميائيًا


المثير للاهتمام أن هذه المركبات العضوية ليست دليلاً قاطعًا على وجود الحياة، إذ يمكن أن تنشأ من مصادر غير بيولوجية مثل التفاعلات الكيميائية بين الصخور والمياه. لكن وجودها يعزز من فرضية أن المريخ قد احتضن ظروفًا مناسبة للحياة الميكروبية في العصور القديمة.

2. غاز الميثان: علامة على النشاط الجيولوجي أو البيولوجي؟

أحد أكثر الاكتشافات إثارة للجدل التي توصل إليها "سام" هو رصد انبعاثات غير متوقعة للميثان في الغلاف الجوي للمريخ. المعروف أن الميثان على الأرض يرتبط بشكل كبير بالكائنات الحية، سواء من خلال عمليات التحلل الحيوي أو النشاط البركاني.



لوحظ أن تركيز الميثان على المريخ يرتفع وينخفض موسمياً، مما قد يشير إلى وجود عملية جيولوجية نشطة أو حتى مساهمة بيولوجية غير معروفة. ولكن حتى الآن، لم يتم التوصل إلى دليل حاسم يثبت مصدر هذا الغاز.

3. آثار الماء: دلائل على بيئة رطبة في الماضي

عند تحليل عينات من الصخور الرسوبية، كشف "سام" عن وجود معادن طينية وكبريتات، وهي مواد لا يمكن أن تتشكل إلا بوجود المياه. إضافة إلى ذلك، عُثر على أدلة تشير إلى أن بعض الصخور قد تعرضت في الماضي لتفاعل مع مياه ذات درجة حموضة معتدلة، مما يعني أن البيئة القديمة للمريخ ربما كانت مشابهة لبيئات الأرض الصالحة للحياة الميكروبية.


4. نسب النظائر: كيف تغير مناخ المريخ؟

قام "سام" بقياس نسب نظائر الهيدروجين والكربون والأكسجين في الغلاف الجوي، والتي كشفت أن المريخ فقد جزءًا كبيرًا من غلافه الجوي على مدى مليارات السنين. هذا يعني أن الكوكب كان يتمتع في الماضي بجو أكثر كثافة، وربما ساعد ذلك في احتجاز الحرارة والسماح بوجود مياه سائلة على السطح لفترات طويلة.






التحديات والآفاق المستقبلية

رغم هذه الاكتشافات المثيرة، لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم يُجب عنها بعد. فهل كانت هناك حياة على المريخ فعلًا؟ وإذا كانت موجودة، فهل كانت ميكروبات بدائية؟ أم أن جميع هذه الاكتشافات تشير فقط إلى عمليات جيولوجية معقدة؟

في المستقبل، من المتوقع أن تلعب بعثات أخرى مثل "بيرسيفيرانس" و"إكسو مارس" دورًا مهمًا في جمع وتحليل عينات جديدة قد يتم إعادتها إلى الأرض، حيث يمكن دراستها بأدوات أكثر تطورًا.

لقد أعطانا الروبوت "سام" نافذة مذهلة على الماضي الغامض لكوكب المريخ، وكشف عن أدلة مهمة على وجود بيئة صالحة للحياة في الأزمنة الغابرة. ومع استمرار البحث، قد نكون على أعتاب اكتشافات أكثر إثارة في المستقبل، وربما نقترب خطوة نحو الإجابة على السؤال الكبير: هل كان هناك حياة على المريخ؟

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. اعجبني المقال و طريقة تنسيقه كذلك الصور هي معبرة عن المقال

    ردحذف